بفضل تجدد الآمال بشأن إمكانية رفع أسعار الفائدة اليابانية فى وقت مبكر هذا العام ،قدم الين الياباني أداءً ملفتًا للجميع الأسبوع الماضي ،مع تصدر قائمة العملات الرابحة ،متفوقًا على جميع العملات الرئيسية والثانوية ذات أسعار الفائدة المرتفعة.
قدمت تعليقات بعض المسؤولين فى اليابان دعمًا واضحًا لتحرك الين نحو الأعلى مرتدًا من مستوياته المنخفضة مقابل سلة من العملات العالمية ،وزادت تلك التعليقات من احتمالات رفع أسعار الفائدة اليابانية فى أبريل القادم.
وبالعودة إلى قائمة العملات الرابحة ،فقد تذيل الدولار النيوزيلندي تلك القائمة بسبب نتائج اجتماع السياسة النقدية لبنك الاحتياطي النيوزيلندي ،والتي قلصت من احتمالات وجود زيادات إضافية فى أسعار الفائدة النيوزيلندية.
وقبل استكمال الأسباب التي دعمت الين الياباني وضغطت بشدة على الدولار النيوزيلندي ،نتعرف أولاً على أداء العملات الثمانية الكبرى فى سوق صرف العملات الأجنبية على مدار الأسبوع المنقضي.
حقق الين الياباني ارتفاعًا بمستوي 5 نقطة على مؤشر ” أف اكس نيوز تودي ” الأسبوعي لقياس قوة العملات ،ثم اليورو فى المركزي الثاني بمستوي 5 نقطة ، ثم الدولار الأمريكي فى المركزي الثالث بمستوي 3 نقطة ، وأحتل الدولار النيوزيلندي المركز الأخير بمستوي سالب 14 نقطة.
الين الياباني
وبالنظر إلى تفاصيل أداء الين الياباني الأسبوع الماضي أمام السبع عملات الكبرى ،نجده قد تفوق على الدولار النيوزيلندي وحقق ارتفاع بنسبة 1.8% ، وسجل يوم الخميس 29 فبراير أعلى مستوى فى أسبوعين عند 91.05 ينات.
وصعد بنسبة 0.9% مقابل الدولار الأسترالي وسجل يوم الخميس أعلى مستوى فى أسبوعين عند 97.35 ينات،وزاد بنسبة 0.7% مقابل الدولار الكندي وسجل الخميس أعلى مستوى فى 3 أسابيع عند 110.13 ينات.
وأضاف نسبة 0.55% مقابل الفرنك السويسري وسجل يوم الجمعة أعلى مستوى فى ثلاثة أسابيع عند 169.41 ينات ،وارتفع بنسبة 0.4% مقابل الجنيه الإسترليني وسجل الخميس أعلى مستوى فى أسبوع عند 189.04 ينات.
وزاد بنسبة 0.3% مقابل الدولار الأمريكي وسجل الخميس 29 فبراير أعلى مستوى فى أسبوعين عند 149.20 ينات ، وارتفع بنسبة 0.1% مقابل اليورو وسجل الخميس أعلى مستوى فى أسبوع عند 161.68 ينات.
تعليقات دوانية
قال عضو مجلس إدارة بنك اليابان “هاجيمي تاكاتا”:إن البنك المركزي الياباني يجب أن يفكر في إصلاح سياسته النقدية شديدة التساهل، بما في ذلك الخروج من أسعار الفائدة السلبية والسيطرة على عوائد السندات.
ذكر كبير دبلوماسيي العملة في اليابان “ماساتو كاندا” الذي كان يتحدث على هامش اجتماع زعماء مالية مجموعة العشرين في ساو باولو:أن الحكومة اليابانية تراقب تحركات الين فى سوق الصرف بحساسية شديدة ،وستتخذ الإجراءات الضرورية لدعم العملة المحلية إذا لزم الأمر.
عائد السندات الأمريكية
فقد العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات نحو 1.6% على مدار كامل جلسات الأسبوع الماضي ،وسجل أدنى مستوى فى أسبوعين عند 4.178% ، الأمر صب فى صالح ارتفاع العملات ذات العائد المنخفض.
هذا الانخفاض قلص الفجوة الكبيرة بين عائدات السندات طويلة الأجل بين اليابان و الولايات المتحدة ،الأمر الذي يجعل عائدات اليابان من العملة هدفًا استثماريًا للمشترين على المكشوف وتمويل الصفقات ،وهو ما يؤدي إلى ارتفاع سعر صرف الين الياباني.
توقعات
قال الخبير الاستراتيجي فى أو سي بي س “كريستوفر وونغ”:إن الأسواق كانت متشائمة بشأن توقيت تحرك بنك اليابان،تعليقات تاكاتا تزيد من الاقتناع بأنه قد يكون من الأفضل عدم استبعاد رفع أسعار الفائدة في وقت مبكر قد يكون في اجتماع مارس المقبل.
وأضاف وونغ:مع ارتفاع صفقات بيع الين الياباني إلى أعلى مستوى قياسي، فإن تفكيك صفقات البيع من شأنه أن يؤدي إلى هروب المضاربين على الين الياباني بحثًا عن غطاء لتغطية المراكز المفتوحة.